top of page
صورة الكاتبNavvar Saban

التوسع الإيراني الهادئ في سوق العقارات السوري: أدوات، استراتيجيات، وتأثيرات إقليمية

تاريخ التحديث: ٢٩ مايو

يظهر التوسع الإيراني في سوق العقارات السوري من خلال استراتيجيات متنوعة تتناسب مع الظروف المحلية لكل منطقة. تستخدم إيران أدوات مختلفة، مثل مقر خاتم الأنبياء للإنشاءات ومنظمة الاستثمار السكني الإيرانية، لبناء البنية التحتية والمجمعات السكنية والتجارية. تستفيد الشركات الإيرانية الخاصة وشبه الحكومية من الظروف السياسية والأمنية في سوريا لتعزيز الروابط الاقتصادية مع حكومة النظام السوري وتوفير فرص عمل. تتحرك إيران عن طريق أدواتها الناعمة بهدوء ودون إثارة تهديدات للأمن القومي الإسرائيلي أو الوجود الأمريكي، مما يمكنها من تنفيذ استراتيجياتها وخططها.

مقدمة

تسعى إيران بشكل مستمر لتعزيز نفوذها في سوريا من خلال استراتيجيات متعددة تشمل الاستثمار في سوق العقارات. يبرز هذا التوسع من خلال التنوع في الأدوات والاستراتيجيات المستخدمة في مختلف المناطق الجغرافية، مستفيدًا من الظروف المحلية والأحداث الجارية لتوسيع رقعة السيطرة العقارية بشكل هادئ وغير ملحوظ. هذا النهج يساعد إيران على تجنب التصعيد مع القوى الإقليمية والدولية مثل إسرائيل والولايات المتحدة، مما يمكنها من تنفيذ استراتيجياتها التوسعية بكفاءة وفعالية.


التوسع الإيراني في سوق العقارات السوري خلال الأعوام السابقة

يظهر التوسع الإيراني في سوق العقارات السوري بوضوح من خلال الاختلافات في الأدوات والاستراتيجيات المستخدمة في مختلف المناطق الجغرافية في سوريا. هذه الاختلافات تعتمد بشكل كبير على الظروف المحلية والأحداث الجارية، مما يسهل اتساع رقعة السيطرة الإيرانية أو سيطرة وكلائها على مناطق معينة. أهم ما يميز التحرك الإيراني في هذا المجال هو أنه يتم بهدوء ودون أي ضغوطات، حيث لا يُعتبر تهديداً للأمن القومي الإسرائيلي أو الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا.


مقابلتي على تلفزيون France24 بتاريخ 27أيار 2024 للحديث عن النفوذ الإيراني في سوريا: شراء ومصادرة لعقارات على وقع تغيير ديموغرافي


أدوات واستراتيجيات مختلفة

تستخدم إيران أدوات واستراتيجيات متنوعة لشراء العقارات في سوريا، تعتمد على الجغرافيا والظروف المحلية:

  • خاتم الأنبياء للإنشاءات/Khatam al-Anbia Construction: هذه الشركة هي ذراع البناء الرئيسي للحرس الثوري الإيراني (IRGC). وقد شاركت في مشاريع البنية التحتية وإعادة الإعمار في سوريا، بما في ذلك تطوير العقارات.، تعزز وجودها في سوريا من خلال عقود إعادة الإعمار الضخمة بالتعاون مع حكومة النظام السوري.

  • منظمة الاستثمار السكني الإيرانية/Iran Housing Investment: هذه المنظمة نشطة في شراء وتطوير العقارات في سوريا، خصوصاً في المناطق الاستراتيجية التي تعزز المصالح الجيوسياسية لإيران.

  • الشركات الإيرانية الخاصة وشبه الحكومية: العديد من الشركات الإيرانية الخاصة وشبه الحكومية استثمرت في العقارات السكنية والتجارية في سوريا. وغالباً ما تعمل هذه الشركات بدعم وحماية الميليشيات الموالية لإيران.

  • ستاد/Setad (تنفيذ أوامر الإمام الخميني): تُعرف بامبراطوريتها الاقتصادية الواسعة في إيران، وقد شاركت أيضًا في استثمارات العقارات في سوريا. كانت المنظمة متورطة في شراء العقارات دون موافقة مُلاكها.

  • مجموعة مابنا/Mapna: على الرغم من كونها شركة طاقة وهندسة بالأساس، فقد شاركت مجموعة مابنا أيضًا في مشاريع البنية التحتية والبناء في سوريا، بما في ذلك بعض التطورات العقارية.

السياق الأمني والسياسي

الواقع السياسي والأمني في سوريا، بما في ذلك النزاعات المسلحة والعقوبات الاقتصادية، يوفر لإيران فرصة لتعزيز نفوذها العقاري في البلاد. تستغل إيران هذه الفرص لتوسيع نفوذها الاستراتيجي عبر:

  • الشراكة مع حكومة النظام السوري: تعمل الشركات الإيرانية بشكل وثيق مع السلطات المحلية لتسهيل عمليات الاستثمار والبناء.

  • التأثير الاقتصادي والاستراتيجي: تهدف الاستثمارات الإيرانية إلى تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل وإعادة بناء البنية التحتية المتضررة. كما تسعى الشركات الإيرانية لتعزيز النفوذ الإيراني في سوريا عبر هذه الاستثمارات.

  • تأثير على الأمن الإقليمي: تتحرك إيران في سوق العقارات السوري دون أن تُثير تحركاتها أي تهديدات مباشرة للأمن القومي الإسرائيلي أو الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا. هذا الأمر يسمح لها بالعمل بهدوء ودون ضغوطات، مما يمكنها من تنفيذ استراتيجياتها التوسعية بكفاءة وفعالية.


شركة "ستارة كساء" الإيرانية والسيطرة على مشاريع شركة إعمار الإمارتية

شركة "ستارة كساء" ودورها في السوق العقارية السورية

تُعرف شركة "ستارة كساء" أيضًا باسم "ستارة شرق" و"ستارة شرق موبين"، وهي إحدى الشركات الإيرانية الرئيسية المتورطة في شراء وتطوير العقارات في سوريا. الشركة نشطة في العديد من المشاريع العقارية والتطويرية، وتعمل بشكل وثيق مع النظام السوري لتعزيز وجودها في السوق العقارية السورية.

نشاطات الشركة

  • تطوير المشاريع السكنية والتجارية: تُشارك "ستارة كساء" في بناء وتطوير العديد من المشاريع السكنية والتجارية في مناطق استراتيجية داخل سوريا، بما في ذلك دمشق وحمص ومناطق أخرى ذات أهمية اقتصادية وسياسية.

  • الشراكة مع حكومة النظام السوري: تعمل الشركة بشكل وثيق مع السلطات المحلية لتسهيل عمليات الاستثمار والبناء، مما يسمح لها بالاستفادة من السياسات والاتفاقيات المواتية التي تقدمها الحكومة السورية لجذب الاستثمارات الأجنبية.

  • التأثير الاقتصادي والاستراتيجي: تهدف استثمارات "ستارة كساء" إلى تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل وإعادة بناء البنية التحتية المتضررة. كما تسعى الشركة لتعزيز النفوذ الإيراني في سوريا عبر هذه الاستثمارات.

  • مشاريع سكنية في دمشق وضواحيها: تشمل بناء مجمعات سكنية جديدة وتجديد المباني القديمة لتلبية احتياجات السكان المحليين.

  • تطوير مناطق تجارية: تشمل إنشاء مراكز تجارية حديثة ومرافق تجارية أخرى لدعم النشاط الاقتصادي في المناطق المستهدفة.


مقابلتي على تلفزيون سورية بتاريخ 28 أيار 2024 للحديث عن شركة "ستارة كساء" الإيرانية وسيطرتها على مشاريع شركة إعمار الإمارتية


توقف شركة إعمار عن العمل والسيطرة على مشاريعها

شركة إعمار الإماراتية كانت من بين الشركات الأجنبية البارزة التي دخلت السوق السورية خلال فترة إعادة الإعمار، ولكنها توقفت عن العمل في سوريا لعدة أسباب:

  • الوضع الأمني والسياسي: تصاعد النزاع المسلح وتدهور الوضع الأمني والسياسي في سوريا جعل من الصعب تنفيذ المشاريع بشكل آمن ومستدام. شركات عديدة، بما في ذلك إعمار، انسحبت أو قلصت عملياتها بسبب المخاطر العالية المتعلقة بالسلامة والأمن.

  • العقوبات الاقتصادية: العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري أدت إلى تعقيدات كبيرة في التمويل والتحويلات المالية، مما أثر على قدرة الشركات الأجنبية على العمل بكفاءة في البلاد.

  • العوائق البيروقراطية: كانت هناك تقارير عن تحديات بيروقراطية وقانونية كبيرة تواجه الشركات الأجنبية في سوريا، بما في ذلك إعمار، مما أعاق قدرتها على تنفيذ المشاريع وفقاً للخطط الزمنية والمالية المحددة.

السيطرة على مشاريع إعمار

بعد انسحاب شركة إعمار، شهدت المشاريع التي كانت تعمل عليها تغييرات في السيطرة والإدارة:

  • شركات سورية وإيرانية: العديد من المشاريع التي كانت تحت إشراف إعمار تم تحويلها إلى شركات سورية وأخرى مدعومة من إيران. هذه الشركات قامت بإعادة تقييم وإدارة هذه المشاريع ضمن استراتيجية إعادة الإعمار المدعومة من حكومة النظام السوري وحلفائها.

  • شخصيات بارزة موالية للنظام: بعض الشخصيات البارزة الموالية للنظام، مثل سامر الفوز ومحمد حمشو، شاركوا في استلام وإدارة هذه المشاريع من خلال شركاتهم وشراكاتهم مع جهات إيرانية.

  • دعم حكومي: حكومة النظام السورية قدمت الدعم للشركات المحلية والشركات الأجنبية المتحالفة معها (مثل الشركات الإيرانية) لتسلم وإكمال المشاريع التي كانت تحت إدارة إعمار، وذلك في إطار تعزيز السيطرة وإعادة الإعمار بدعم من حلفاء النظام.


خاتمة

تُظهر الأنشطة الإيرانية في سوق العقارات السوري استراتيجية متكاملة لتعزيز النفوذ الإقليمي من خلال استثمارات واسعة في مشاريع البنية التحتية والعقارات السكنية والتجارية. على الرغم من التحديات الأمنية والسياسية، تستفيد إيران من الظروف المحلية لتعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي في سوريا. تتم هذه التحركات بهدوء ودون ضغوطات دولية كبيرة، مما يعزز قدرة إيران على تحقيق أهدافها التوسعية بفعالية. من خلال التعاون الوثيق مع الحكومة السورية واستغلال الفرص الاقتصادية، تساهم الشركات الإيرانية في إعادة إعمار سوريا وتعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة.


٥٤ مشاهدة٠ تعليق

Comentarios


Los comentarios se han desactivado.
bottom of page