في 19 يونيو 2024، نجح الجيش الأردني في اعتراض وإسقاط طائرة مسيّرة تحمل مواد مخدرة قادمة من الأراضي السورية. تم رصد هذه الطائرة بدون طيار داخل المنطقة العسكرية الشمالية للأردن وتم تحييدها لاحقًا. عند التفتيش، تبين أنها كانت تنقل كمية كبيرة من الميثامفيتامين الكريستالي، وتم تسليمها على الفور للجهات المختصة للتحقيق.
تم التعرف على الطائرة المسيّرة التي تم اعتراضها على أنها من طراز DJI Phantom 4، وهو نموذج مشهور بميزاته القوية وموثوقيته. يعتمد المهربون بشكل متزايد على الطائرات المسيّرة مثل DJI Phantom 4 وسلسلة Mavic بسبب قدراتها التقنية المتقدمة. هذه الطائرات مجهزة بكاميرات عالية الدقة للملاحة الدقيقة، ومجالات طيران طويلة لتغطية واسعة، وتصاميم مدمجة وقابلة للطي لنقل سري. تعزز ميزات مثل نظام تحديد المواقع (GPS)، وتجنب العقبات، وأنماط الطيران الآلي من كفاءتها التشغيلية وسريتها، مما يجعلها مثالية للعمليات التهريب عبر الحدود.
تزايد تهديد تهريب الطائرات المسيّرة
تسلط هذه الحادثة والأحداث المماثلة السابقة في السنتين الماضيتين الضوء على اتجاه مقلق: تزايد استخدام المهربين للطائرات المسيّرة لنقل البضائع غير المشروعة عبر الحدود. توفر الطائرات المسيّرة وسيلة خفية وفعالة لتجاوز الضوابط الحدودية التقليدية، مما يسمح للمهربين بتسليم المخدرات والأسلحة والمواد المهربة الأخرى بدقة أكبر وتقليل خطر الكشف.
رداً على هذا التهديد المتزايد، اتخذ الجيش الأردني خطوات كبيرة لتعزيز قدراته في المراقبة والاعتراض. يشمل ذلك نشر أنظمة رادار متقدمة، وزيادة الدوريات الجوية، ودمج تقنيات حديثة للكشف عن الطائرات المسيّرة وتحييدها بشكل أكثر فعالية. هذه الإجراءات هي جزء من استراتيجية شاملة لحماية حدود الأردن ومواجهة التكتيكات المتقدمة التي يستخدمها المهربون.
حوادث إسقاط الطائرات المسيّرة الأخيرة من قبل الجيش الأردني قبل حادثة يونيو
تمثل التحديات التي يواجهها الأردن مع تهريب الطائرات المسيّرة جزءًا من قلق أمني أوسع وأخذ في التصاعد. في الأشهر الأخيرة، اعترض الجيش الأردني العديد من الطائرات المسيّرة التي كانت تحمل مجموعة متنوعة من المواد المهربة، من المخدرات إلى الأسلحة والمتفجرات. تؤكد هذه الحوادث على التحديات الأمنية المستمرة التي تواجهها الأردن على طول حدودها الشمالية مع سوريا، والتي تفاقمت بسبب عدم الاستقرار المستمر في المنطقة:
مايو 2024: تم اعتراض ثلاث طائرات مسيّرة في شهر واحد؛ واحدة تحمل أسلحة، واثنتان تحملان مخدرات.
أبريل 2024: تم اعتراض طائرة مسيّرة تحمل الهيروين عند الحدود الشمالية.
فبراير 2024: تم اعتراض طائرة مسيّرة تحمل ذخيرة بالقرب من الحدود السورية.
يناير 2024: تم إسقاط طائرة مسيّرة محملة بالمخدرات الاصطناعية في شمال الأردن.
ديسمبر 2023: تم اعتراض طائرة مسيّرة تحمل الفنتانيل بالقرب من الحدود الشرقية للأردن.
نوفمبر 2023: تم اعتراض طائرة مسيّرة تحمل مزيجاً من المخدرات والأسلحة الصغيرة في شمال الأردن.
أكتوبر 2023: تم إسقاط طائرة مسيّرة محملة بمواد متفجرة في جنوب الأردن.
سبتمبر 2023: تم اعتراض طائرة مسيّرة تحمل الكريستال ميث على طول الحدود الشمالية.
أغسطس 2023: تم تحييد طائرة مسيّرة قادمة من سوريا وتحمل الكريستال من قبل الجيش الأردني.
يستخدم المهربون نماذج DJI Mavic، على الأرجح Mavic 2 أو Air 2، بسبب تصميمها المدمج ومواقع الكاميرا المتقدمة. يسمح التصميم المدمج والقابل للطي بنقل سري ونشر سريع، مما يجعلها مثالية للعمليات السرية. توفر الكاميرا المتقدمة صوراً عالية الدقة للملاحة الدقيقة والمراقبة. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع هذه الطائرات بسعة حمولة كبيرة، مما يجعلها مناسبة لنقل المواد المهربة مثل الميثامفيتامين الكريستالي المغلف بالبلاستيك.
[2] A drone loaded with narcotic substances was shot down on the front of the northern military zone https://jornews.com/post/67605
ازدياد وتيرة هذه الحوادث يسلط الضوء على العمليات التهريبية المستمرة والمعقدة التي يواجهها الأردن. تظل المراقبة المعززة والتعاون الدولي أمراً حاسماً في مكافحة هذه التهديدات لضمان سلامة وأمن حدود الأردن.
ارتباط عمليات التهريب بحزب الله اللبناني ونفوذه في الجنوب السوري
هناك أدلة متزايدة تشير إلى تورط حزب الله، الجماعة المسلحة اللبنانية، في هذه العمليات التهريبية. من المعروف أن حزب الله يستخدم شبكته الواسعة وموارده لتسهيل تهريب المخدرات، مما يشكل مصدراً هاماً للإيرادات للمنظمة. توفر علاقات المجموعة بالنظام السوري وعملياتها في جنوب سوريا ميزة استراتيجية في تنظيم هذه الأنشطة التهريبية عبر الحدود.
يعتبر تورط حزب الله في التهريب جزءاً من استراتيجية أوسع لتمويل أنشطته والحفاظ على نفوذه في المنطقة. شبكة التهريب التابعة للمجموعة معقدة، وتستخدم مجموعة متنوعة من الأساليب لتجنب الكشف، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة. هذه الطائرات مجهزة بتكنولوجيا متقدمة، مما يسمح لها بالطيران على ارتفاعات منخفضة وتجنب الكشف بالرادار. تذهب أرباح تهريب المخدرات إلى دعم العمليات العسكرية والسياسية لحزب الله، مما يعزز موقفه في لبنان وما وراءه.
نشر الجيش الإسرائيلي عدة صور تظهر إسقاط طائرات مسيرة لحزب الله من نفس الطراز، "DJI"، المستخدم من قبل المهربين في جنوب سوريا. تشمل الحوادث البارزة اعتراضاً في مايو 2021، حيث نجح الجيش الإسرائيلي في إسقاط طائرة مسيّرة كانت تحاول العبور إلى المجال الجوي الإسرائيلي. وقع حدث آخر مهم في سبتمبر 2023، حيث تم إسقاط طائرة مماثلة بالقرب من الحدود اللبنانية.
[3] IDF says downed drone crossing into Israel from Lebanon, https://www.ynetnews.com/article/hkwwixq39
جدير بالذكر أنه منذ بداية عام 2024، بدأت قوات النظام باستخدام نفس نوع الطائرات المسيّرة ولكن مزودة بمتفجرات لاستهداف المدنيين في شمال غرب إدلب، في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. تُعرف المناطق المحيطة بمناطق سيطرة المعارضة في إدلب بأنها معاقل للميليشيات المدعومة من إيران وحزب الله. فيما يلي هجوم حديث من قبل النظام ضد المدنيين في إدلب، والذي وقع في 3 يوليو.
[4] On July 3, 2024, several regime drones were downed on the southern Idlib front. These included a Mavic-3 and bomblets belonging to weaponized/suicide UAVs. https://x.com/QalaatAlMudiq/status/1808416705338658877
خاتمة
يؤكد الاستخدام المستمر للطائرات المسيّرة DJI في عمليات التهريب، وخاصة من جنوب سوريا، على تهديد أمني كبير للأردن. تسلط الأدلة التي تشير إلى تورط حزب الله الضوء على تعقيد وتطور هذه العمليات. يشير الاستغلال الاستراتيجي للمجموعة لتكنولوجيا الطائرات المسيّرة المتقدمة إلى تسهيل تهريب المخدرات وتوليد إيرادات حاسمة لدعم مساعيها العسكرية والسياسية.
يوضح استخدام حزب الله للطائرات المسيّرة في التهريب تمازجاً مقلقاً بين التكتيكات العسكرية والمهارة التكنولوجية. يعزز هذا النهج فعالية عملياتهم التشغيلية، ويشكل تهديداً متعدد الأبعاد يتحدى الإجراءات الأمنية التقليدية. يعكس القدرة على تنفيذ هذه العمليات التهريبية المعقدة استراتيجية منظمة وممولة بشكل جيد تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.
تؤكد جهود الجيش الأردني المستمرة في اعتراض هذه الطائرات على الأهمية الحيوية للمراقبة المعززة والتعاون الدولي. إن موقف الأردن الاستباقي في تعزيز قدراته على تأمين الحدود هو دليل على التزامه بمكافحة هذه الأنشطة غير المشروعة. ومع ذلك، فإن تعقيد التهديد يتطلب تحسيناً مستمراً وتكييفاً للتدابير المضادة.
مع استمرار عدم الاستقرار الإقليمي، تصبح ضرورة اتخاذ تدابير أمن الحدود اليقظة أكثر أهمية للحفاظ على سيادة واستقرار الأردن. يدعو تطور أساليب التهريب، إلى جانب تورط جماعات مسلحة منظمة، إلى نهج منسق وشامل. يشمل ذلك الاستفادة من تبادل المعلومات الاستخبارية الدولية، والتطورات التكنولوجية، والتنفيذ القوي على الأرض لمواجهة التهديدات متعددة الأبعاد التي تفرضها هذه العمليات التهريبية المتقدمة.
في الختام، يتطلب التصدي لتهديد عمليات التهريب بالطائرات المسيّرة التي تقودها مجموعات مثل حزب الله جهداً مستمراً وتعاونياً. عمل الجيش الأردني الدؤوب في اعتراض هذه الطائرات بدون طيار هو أمر حيوي، لكن التحدي الأكبر يتطلب استجابة موحدة من المجتمع الدولي. فقط من خلال تعزيز التعاون والتكيف المستمر يمكن للأردن أن يحافظ على سيادته واستقراره في وجه هذه التهديدات المستمرة والمتطورة.
Comments